مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/02/2022 01:31:00 م
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
أحلام مهمشة، قلة نوم، قلق من ردة الفعل، مشاكل وحالات اضراب مع العائلة، هذه حالة سيرميد بعد |رفض| عائلته لفتاة أحلامه، فكيف لهم أن يمنعوه من حب حياته، ويفرضون عليه قيود وشروط للموافقة عليها؟ سنكمل ماتم ذكره في الجزء السابق.

بعد أن سمعت إخلاص ما تنوي العائلة فعله بها

 وجعلها على أبواب التعلق بالكلام لا أكثر، بدأت بالصراخ والبكاء بوجه سيرميد، وإهانته بأنه الولد الذي لا كلمة له ولا يستطيع اتخاذ قرار يخص حياته، فشتمته بأنه (أبن أمه)، فأنتم تريدون مني انتظار ما يقارب ال4 سنوات وأنا فقط أعيش على |الوعود| التي يمكن أن تتحقق ويمكن لا، وقالت له أن كل الذي بينهم انتهى وهي لا تريد سماع صوته بعد الأن، وعلى الفور غادرت الجلسة وذهبت.

انهار سيرميد وأحس بخيبة أمل كبيرة، عاد الى المنزل والدنيا سوداء حوله، دخل بحالة نفسية سيئة، مرت الليلة الأولى بمنتهى الصعوبة فإخلاص الفتاة التي اعتاد أن يسمع صوتها بكل ساعة لم تتصل به، والليلة الثانية على هذا الحال والثالثة والرابعة وحتى نهاية الأسبوع ولم يتكلما أبداً.

الصدمة ستبدأ الأن فكن على استعداد لتصديقها

في اليوم الأول من الأسبوع الثاني رن الهاتف بمنزل الشاب، فتح سيرميد الهاتف وإذ بصوتها العذب يأتيه فهذه إخلاص حبيبته، بدأت كلامها معتذرة عما بدر منها في المقهى وعن الطريقة التي تركته بها وذهبت، فهي كانت حالة غضب لا تحتمل.

فأحس سيرميد بالاستئناس لكلمات إخلاص الرقيقة وخاصة بعد أن اخبرته أنها موافقة على الشروط التي وضعتها عائلته، وأنها ولأخر يوم بحياتها ستبقى بانتظاره فهو الشاب الذي تريد أن يصبح أباً لأولادها.

قبل أن تغلق الفتاة الهاتف طلبت من الشاب رؤيته، ولكن هذه المرة بمكان مختلف عن المقهى المعتاد، فطلبت إخلاص من سيرميد أن يأتي إلى منزلها، انصدم الشاب من طلبها وخاصة أنها قالت أن المنزل فارغ ولا يوجد أحداً غيرها، فهي ستكون بانتظاره لوحدها وهي تثق به لأبعد الحدود، فهو سيصبح زوجها المستقبلي ولن تخاف من البقاء معه لوحدهما.

رفض الشاب كلامها 

وخاصة أنها من عائلة الرجال بها لا يقبلون بمثل هذه التصرفات، فأخيها لإخلاص كان ضابط بالقوات المسلحة، فلو أتى ورآهم لكتب على سيرميد الهلاك وسيصبح موضع فضيحة بالمدينة كلها.

اقنعته أنه لن يدخلا للمنزل فقط سيقومان بالتكلم عند الباب الخارجي، وفعلاً استطاعت بأسلوبها المغري أن تجعل سيرميد يوافق واتفقا أن يكن اللقاء في اليوم التالي الساعة 4 عصراً، على أن يأتي من الباب الخلفي الذي يكثر الأشجار حوله، وهكذا سيتأكدان من عدم إمكانية رؤيتهم من قبل الجوار أبداً.

وبالفعل في اليوم التالي ذهب سيرميد بالوقت المحدد وإخلاص بانتظاره، وفور رؤيته بدأت بتسميعه الكلام المعسول والمليء بالحب و|المشاعر الجياشة|، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان.

ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
هل يمكن للحب أن يقف بوجه الجميع؟ وهل يستطيع |العاشقين| تحمل العواقب الوخيمة للدفاع عن علاقتهما؟

 رأينا كيف آلت علاقة الشاب والفتاة للوصول إلى نهايتها لولا المكالمة التي أجرتها إخلاص معلنة بها اشتياقها لسيرميد.

كان الشاب يعيش بدنيا لا يمكن وصفها من شدة فرحه

وإحساسه بالانتعاش من كلام حبيبته، وبقي على هذه الحالة إلى أن أحس بشخص ما يمسك كتفه من الخلف، وعندما استدار لرؤية من يكون، أتته لكمة على وجهه جعلت الدماء تسيل عليه ومن ثم ارتمى على الأرض وإذ بأخيها الضابط لإخلاص ينهار بضربه بكلتا يديه وقدميه.

إخلاص كانت تعلم أن اخيها يأتي إلى المنزل من الباب الخلفي وعند الساعة 4 تماماً، فهذه كانت مكيدة قامت بالتفكير بها لعدة أيام ليتمكن أخيها من رؤية سيرميد عند باب المنزل، فهنا ستضع عائلة سيرميد تحت الأمر الواقع، فأبنهم أصبح متورط بهذه |العلاقة| مع هذه الفتاة وإن لم يتزوجها سيكون مصيره القتل من قبل رجال عائلة الفتاة، فهذه هي كانت الأعراف والتقاليد السائدة.

فما كان من إخلاص إلا القيام بمحاولة فك حبيبها من يدين أخيها قبل أن ينهي حياته، وهي تقول أنه يحبها وهما يخططان للزواج، وبهذه الكلمات استطاعت تهدئة أخيها وجعلته يترك الشاب الملطخ بالدماء أثر الضرب، وعلى الفور وقف سيرميد وبدأ بالركض مبتعداً عن منزل الفتاة.

بمحاولات الإسراع قدر الإمكان

 استطاع سيرميد إيقاف الميكروباص للوصول للمنزل، وكل فكره عند إخلاص وماذا سيفعل بها أخيها هل سيقوم بقتلها؟، محاولاً حث السائق على الإسراع لإخبار عائلته عما حدث ليتوجهوا على الفور بخطبة الفتاة، فالأمر أصبح قضية شرف وإن تم قتل الفتاة فسيتم قتله هو الأخر بكل تأكيد.

وهنا الصدمة، الباص فجأة توقف عن السير وأحد الركاب يصرخ ويقول أن محفظة النقود الخاصة به تمت سرقتها، السائق هبط إلى مكان الركاب ودخل إلى داخل الباص وأغلق الباب وقال: ممنوع على أي شخص ترك الباص حتى يتم تفتيشه بالكامل لمعرفة من السارق، وقال أنه سيتوجه إلى قسم الشرطة لتتم عمليات التفتيش على أيدي الشرطة.

سيرميد بدأ بالصراخ عليهم وأنه بمصيبة لا تحتمل التأخير

 ولا لمدة خمس دقائق، فكيف سيصبر لعدة ساعات حتى يتم تفتيش الميكروباص كله، مستنجداً بهم أن يقوموا بتركه يذهب الى المنزل، ولكن عندما أحسوا أنه مصمماً على النزول وهو بسرعة من أمر لم يخطر لهم إلا أنه هو السارق وهو يحاول الهروب، وبدأ الجميع بضربه والطلب منه بإظهار المحفظة المسروقة.

يا للمسكين مع كل الألم الذي تحمله من أخيها لإخلاص، ازداد الأمر سوءً وضربوه ركاب الباص بل ولم يكتفوا بالأمر هنا، قاموا بأخذه إلى مركز شرطة المدينة.

ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

خوف من المجهول الذي ينتظره هو وحبيبته

 دماء تغسل ملابسه من الضرب، تهم بسرقة لا يعرف عنها شيء، الوصول إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، كل هذه الأمور حدثت مع صديقنا سيرميد.

بعد وصولهم جاء الضابط المسؤول عن المنطقة وسأل سيرميد عن السبب الذي يجعله يطلب الهبوط من الميكرو بهذه السرعة، ولماذا يشعر أنه مرتبك ويعيش حالة ذعر غريبة؟
ولكن سيرميد لم يريد أن يفتضح أمره وأمر الفتاة معه، بقى ملتزم الصمت والسكوت وكل الذي يريده هو الاتصال بأهله ليتمكنوا من معرفة أين هو، والأفكار الخبيثة تأخذه تارة ًإلى اليمين وتارةً الى اليسار عن الحالة التي تعيشها إخلاص حالياً بسببه، لكن الضابط منعه وتركه بالحجز عنده بتهمة السرقة.
في هذه الأثناء قام أخيها لإخلاص بتجميع كل رجال عائلته من كبار وصغار، واتجهوا جميعاً إلى منزل سيرميد وطبعاً يحملون جميع أنواع العصي والأسلحة النارية، فعلى اعتقادهم أن القضية هي |قضية شرف| أصبحت الأن، ويجب على سيرميد أن يتزوج إخلاص بالمهر الذي يفرضوه أهلها وبشروطهم، وخوفاً من الفضيحة وبمحاولة من والد الشاب لإراقة الدماء بين العائلتين وافق على الفور، من دون معرفة التفاصيل كاملة.

ولكن المصيبة أن الجميع مجتمع ما عدا سيرميد

 فهو مختفي بشكل كامل ولا أحد يدري أين هو، بدأت عمليات البحث عن سيرميد من كلا العائلتين فهو المعني الوحيد بالقصة، ولا أحد يدرى أنه في السجن، وهنا تجمع أقارب سيرميد لمآزرة عائلتهم بهذه المشكلة، وعند مضي عدة ساعات من دون ظهور سيرميد اتهموهم بأنهم قاموا بقتل أبنهم، ولكن عائلة إخلاص بادلوهم بالنكران فإن كانوا قد قتلوه حقاً فلن يجرأو على القدوم إلى منزله.
جاءت المنقذة الحقيقة والتي قامت بحل المشكلة فمن هي يا ترى؟
أتت والدة الفتاة التي من خلال عزاء ابنتها تعرفت الفتاة والشاب على بعضهما، وبعد سماع ما يحدث بين العائلتين ذهبت إلى والد سيرميد وقالت له: أن هذه الفتاة معروفة بألاعيبها ومكرها، فالأخت الأكبر لإخلاص كانت قد اتبعت نفس الأمر عندما تزوجت فقامت باستدراج زوجها إلى المنزل.
وعمت الفضيحة أرجاء المنطقة وليتمكنوا من قطع ألسن الناس ومن تشويه |سمعة الفتاة| والشاب تم تزويجهما، وها هي القصة تتكرر مع أبنكم سيرميد الأن، وهي متأكدة من كلامها وعلى الاستعداد بأن تقوم بالتحدث به أمام الشرطة.

بالفعل توجه والد سيرميد وهذه المرأة إلى قسم الشرطة

 وقصوا عليهم ما تنوي الفتاة فعله هي وعائلتها باستدراج ابنهم، والضغط على العائلة لتتم مراسم الزفاف بالشروط التي يضعوها أهل الفتاة، وأن القصة قد سبق وحدثت مع الأخت الأكبر لإخلاص.
هنا سألهم الضابط في قسم الشرطة عن سيرميد وعن مكان وجوده، ولكن والده على الفور جاوبه بعدم معرفة أين يختفي وأنه يشك بمقتله على أيديهم، فسألهم عن أسمه وعند الإدلاء به، تذكر الضابط الشاب المتهم بعملية السرقة من الميكروباص، فأتى به على الفور وإذ به نفس الشخص الذي يتكلمون عنه.
عندما أتى سيرميد ورأى عائلته بقسم الشرطة بانتظاره، بدأ بالبكاء وقص عليهم ما حدث معه ومع أخيها للفتاة وكيف تمت تهمته بالسرقة، تكلم بالتفصيل عن جميع ما حدث.

بالنهاية قال له الضابط أن هذه التهمة أتت من صالحه

 فأهله اكتشفوا الألاعيب التي تقوم بها الفتاة مع عائلته ومعه، ولهم قضية سابقة باستدراج الشبان لإجبارهم على |الزواج|.
وتم رفع دعوى على أهل إخلاص، وتم فضحهم بالأعمال التي يقومون بها، وبعد معرفة الحقيقة أحس سيرميد بكره شديد لإخلاص وأنها قد خرجت من قلبه، فقطع علاقته بها نهائياً ولم يتزوجها.
وبعد فترة زمنية علم سيرميد أن إخلاص تزوجت من عجوز لأنه لم يعد هناك من يتقدم بخطبتها، بعد أن انكشفت الأساليب التي  تتبعها فتيات عائلتها.
وهكذا انتهت العلاقة بسبب الخبث والتلاعب من قبل الفتاة، فهل ترى أنها تستحق ما حل بها؟ شاركنا بالتعليقات. 
آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.